الساعة تشير الى الثانية عشرة فجرا من ليلة الاحد 15/11/1981 وماكينة الطباعة غير الملونة تهم بالدوران لطباعة أهم ثمان صفحات من جريدة تصدر لأول مرة باللغة الإنجليزية اختير لها اسم ” عمان ديلي اوبزيرفر” لتكون الشقيقة الصغرى لجريدة عمان الصادرة باللغة العربية والتي سبقتها بحوالي عشر سنوات (كان تأسيس الجريدة العربية في 18/11/1972).
الجميع كانوا متحلقين حول المطبعة الكائنة في مبنى دار جريدة عمان الواقع في قلب حي المال والاعمال في مدينة روي التي كانت مركزا للمال والاعمال منذ بدايات عصر النهضة المباركة التي انطلقت في سلطنة عمان في يوليو من العام 1970 بقيادة المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه.
كانت روي آنذاك مركزا ماليا واقتصاديا تحج اليها رؤوس الأموال ويقصدها المستثمرون ورجال الاعمال الراغبين في البحث عن فرص للتجارة، لذا كان اختيار مبنى الدار مناسبا ليضم جريدة عمان وجريدة الاوبزيرفر ومبنى لأول مطبعة عرفتها سلطنة عمان لطباعة صحيفتيها الحكوميتين وأقسام التصوير والتحميض وآلات استقبال الاخبار الدولية ومكتبا للمراسلين والصحفيين والفنيين وغيرها من المكاتب الإدارية والفنية المساعدة للصحفيين في ممارسة مهام عملهم.
كان طاقم التحرير لجريدة الاوبزيرفر عند تأسيسه صغيرا يرأس تحريره الإنجليزي (ريد اندرسون) reed Anderson القادم من خلفية صحفية دأبت على العمل في الصحافة الإنجليزية وتم اختياره ليصدر العدد الأول من الجريدة اليومية المكونة من ثمان صفحات بالابيض والأسود تم تقسيم صفحاتها على عدة أقسام يحتل القسم المحلي منها صفحتين وصفحة لاخبار المال والاعمال وصفحة للرياضة وصفحة للمنوعات وصفحة لقضايا المجتمع وصفحتين للاخبار العربية والإقليمية والدولية.
تلى ريد في رئاسة التحرير بعد فترة من الزمن جون بارزو john burrows وخلفه من بعده ايان كامينز Ian Cuminsالى ان تم تعيين سعيد الحارثي ليكون أول رئيس تحرير عماني للجريدة اعقبه سهيل المعشري ثم إبراهيم الحمداني وفهمي الحارثي ثم اتيت أنا الى رئاسة التحرير.
بنهاية الثمانينات زاد عدد صفحات الجريدة من ثمان صفحات الى عشر ومنها الى اثنا عشر صفحة وبدأ معها فصل جديد من طباعة ملاحق منفصلة عن الجريدة حيث استقل القسم الاقتصادي بملحق يومي من اربع صفحات اختير له لون السلمون لتشابه الصحافة الاقتصادية العالمية، تطور الامر بعدها الى أن وصل عدد الجريدة الى اثنين وثلاثين صفحة مقسم على خمسة أقسام رئيسية المحليات والاقتصاد والرياضة والمنوعات والقسم السياسي إضافة الى طباعة مجلات وملاحق للمناسبات المختلفة.
جئت الى الاوبزيرفر في العام 2013 أي قبل ثمان سنوات من اليوم محملا بخبرات تراكمية في الاعلام المرئي والمسموع كما كنت كاتب مقالات في عدة صحف محلية وعربية. جئت لاكمل مسيرة الجريدة العريقة والسير على ذات النهج الصحفي والسياسي الذي اختطته سلطنة عمان ليكون نهجا لها في التعامل مع العالم من عدم التدخل في شؤون الاخرين واحترام إرادة الدول والشعوب واعلاء شأن السلام والامن العالميين ونبذ العنف والتطرف ومساعدة الاخرين والتوسط في حل الأمور الشائكة وغيرها من القيم السياسية والقيم الصحفية التي تربت عليها سلطنة عمان منذ عقود طويلة.
اليوم، ها هي جريدة عمان أوبزيرفر تكمل عقدها الرابع وتتوج أربعين سنة من العطاء بلا توقف منذ دوران أول عدد مطبوع بالحبر الأسود وحتى انتشارها الالكتروني اليوم في كافة الوسائل الالكترونية الحديثة بدءا من موقعها الالكتروني التفاعلي المدشن حديثا المعزز بالتقنيات العالية في القراءة والتصفح والمشاهدة والاستماع مرورا بقنواتها المتعددة في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة حتى غدت اليوم مرجعا مهما وموثوقا للاخبار المحلية والاقتصادية وغيرها من الاخبار بفضل شبكة محرريها ومندوبيها وفنييها الذين يعملون ليل نهار لايصال الرسالة الصحفية من سلطنة عمان الى العالم أجمع.
نهنأكم قراءنا الأعزاء ونهنىء انفسنا بالعيد الأربعين لجريدة الاوبزيرفر فلو لا اخلاصكم ووقوفكم الدائم معنا والاستماع الى آرائكم وملاحظاتكم لما وصلنا الى المكانة التي وصلنا لها اليوم، ولنكمل هذه المسيرة الصحفية معا قراء وصحيفة تنقل الاخبار بحيادة وصدق.